إلى أين...يا هذا العالم؟

إلى أين...يا هذا العالم؟
...
مدخل:
قد يصل الإنسان لمرحلة يفنى معها الصبر،و يفرغ رصيده في تقبل الوضع الراهن و حكاية لمس العذر لأخيه المسلم.ما يحدث في العام اليوم،من عدم استقرار،يصب في مصلحة من؟
يقال أننا أمام عالم جديد،تتبدل فيه الخارطة،لكن...هل الأرض أعلنت ذلك حقاً؟،إنها وجدت للإنسان،و لم يوجد الإنسان لها...أليس ذلك بصحيح؟
في الحقيقة هي وجدت للإنسان بصفتها مكانه للعيش،و وجد الإنسان لها لعمارتها،أليست تلك الغاية الثانية –إعمار الأرض-من خلقك بعد العبادة؟
العالم المضطرب أضاع سناه فقط،فهو بحاجة لتجديد نوره المفقود،لا يعني ذلك أبداً أن تتغير الأرض بوحشية الدماء،و يقام العهد الجديد على جثث الأبرياء،ليس ثمة ما يدعى بحق "تضحية  كل الأرواح" للعهد الجديد،في التضحية الصحيحة يتحقق الهدف،أما موت الجميع هكذا...قد يكون عبثاً...!
لعل الأرض غاضبة،و قد تكون كذلك...فلا لوم عليها،إنه الإنسان الذي أضاع إنسانيته يتعبها،و يغضبها بما يجبرها في ابتلاع العديد من الأجساد كل يوم،لا ريب أنها متخمة...من حقها أن تغضب...إن كنت أنا أغضب من حقبتي الزمنية،فكيف بها و قد عاشت الأزمان كلها عليها،ثم تختفي بداخلها...و قريبا سنختفي نحن أيضاً –بإذن الله- و المزيد غيرنا...!

صور:
"أم تخرج من المخيم للقرى المجاورة،تاركة صغارها،لأجل جلب بعض الغذاء،علها به تسعف حالهم...ثم لا يسمح لها بالعودة لدواعي أمنية..." ،لم تكن قط أم واحدة،إنهن يزدن عن ثلاثين أم...في مخيم اليرموك وحده!

تحت الأنقاض أحدهم يستصرخ طفلة،تبدو قريبته و لربما صغيرته...يقول:"سامع صوتها أنا"...يرد المسعف و هو يرفع الركام:"ماني شايف شي".هذا السيناريو مشابه لحد كبير ما جرى في داريا بسوريا،حتى لو خانتني ذاكرتي في السرد هنا،أجزم أن الحقيقة كانت أشد إيلاماً مما سرد هنا!...هكذا تفعل البراميل المتفجرة،ليست أبداً كعبوة الشهيد عياش التي تصوب نحو الصهاينة،هذه البراميل تقتل شعبها باسم القضاء على الإرهاب!.

يجبر شخص على هدم منزله بيديه،راضخاً لضغط الاحتلال الصهيوني،هذه حدثت للأخ المقدسي لؤي الشاعر،أبداً لم تصنف إسرائيل على أنها الإرهاب الأكبر!،كيف يتقبل المرء فكرة أن يخسر منزله؟،لا أحد منا يتخيل ذلك أبداً،نحن نستدين لأجل أن نملك قطعة من الأرض فكيف نفكر في هدمها؟!.

وقفة:
بعد صور الحياة هذه،هل هذا فعلاً...العالم الذي يطلبه الإنسان؟

بعثرة:
عالم فريد،أوجد أمنية السلام ليبرر في النهاية مشروع الإرهاب،إن الإرهاب تعريف مجرد،حقيقته في الغرب:"عدوي من يخالف مصالحي الحيوية،هو الإرهاب عينه".
و فكرة الإرهاب و عملية السلام العالمي هي قضية مصلحة شخصية في الأخير،هل من الممكن لرأي شخصي أن يقنن مصلحة العالم؟،و تسير خلفه بقية الشعوب تردد المجرد فقط،هي في الواقع تأخذ من كل شيء القناع فقط...و لا تنال جوهره ...!
كالحرية "جوهر"،لا يؤخذ بالثورة "قناع الانقلاب"...!
هو هكذا فقط...،أنت تستلم القناع من القضية،و ليس الوجه الحقيقي للقضية...المجتمع يمارس الانقلابات على أنها ثورات...،من الجيد فهم الانقلاب و الثورة و الثورة المضادة حتى لا يصبح أحدها قناعاً للآخر...!

مخرج:
أمام هذا العالم النتن،ليس بوسعنا أن نلوم من فقد صبره،ليقول على الهواء من اليرموك صارخاً :"الفصائل كلاب"،ثم يعتذر عن هذه الكلمة،أنا لا ألومه إنها...حرقة قلبه،يرى أحبابه تموت جوعاً هناك و لا يحرك ذلك الضمائر!
نحن من أوصل ذاك الشريف لحالة يفقد منها العقل...نحن فقط...و ليست المؤامرة الكبرى و الغرب.

أخيراً:
مؤخراً،تلجأ الجهات المعنية،لخلق مشكلة خارجية،تخفي المشكلة الداخلية الحقيقية ... هذه هي سياسة "القناع"...!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كان عليَّ أن أكبر!

مذكرة:في يوم الأمس..."الأربعاء"!