المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠١٩

كان عليَّ أن أكبر!

صورة
لو كنت أعود طفلة أو لو كنت أقدر جر تلك السنوات قليلاً للوراء، حتى أختار مهنة أخرى، مهما خسفت بي الدنيا لن أتمنى امنية الطفولة أن أغدو معلمة للأطفال، ما أسخف ما أحسه الآن من حمل لا يطاق أضيق به فقط ويتحول كل الشغف لعبء ليس بي ما يصمد في وجهه أكثر، أربع من السنوات في الشغف أنهته بكل أسف، ما عاد بمقدوري أن أمنح أكثر، كل شيء فيني يشح حتى العناق والحديث والمجاملة كل ذلك ثقيل...ثقيل فقط، أصبح الأمر برمته جالباً للغثيان أود أن أزيل رتابة هذا الملل الذي ما يفتأ يلتهمني كوحش لا ملاذ منه إلا فيه، دون فائدة، علي أن أبسم كل صباح لسرب الأطفال وكأن كل يوم صباح عيد، علي أن آخذ بخاطر الباكي وأفتح علبة ماء لتلك وأن أستمع لرحلة تلك السعيدة، وان ابادل شوق العناق بعناق أكبر حتى تسعد هذه الصغيرة، مهما ما كان بي علي أن أبقى سعيدة ومهما ما كان يعصف بي علي أن أسعدهم بنفس وجهي الباسم صبيحة العيد، علي أن أتحمل سوء التحصيل الدراسي وأن اكرر لتلك الطفلة ألف مرة بطرق مبتكرة حتى تفهم، علي أن أرد على جم الرسائل التي يبعثها ولي الأمر في كل وقت وأي وقت دون مراعاتهم لحسن الذوق، علي أن أقابل عدداً لا نهائياً من

الوطن!...

ما هو الوطن؟، إنه أشبه بسؤال وجودي...أهو حدود سايكس وبيكو...؟   إذا هما من رسم تلك الحدود...لتصبح أوطاننا ولسنا نحن!، أكان وطني أكبر من ذي القطعة، أم أصغر من كل ذلك ليكون مقعدا في غرفة! تختفي كل تلك المفاهيم حين نحب شخصا...ونلمح أن مفهوم الوطن في تلك الحدود فكرة سخيفة فقط جاء بها شخصان مولعان بتفتيت هوياتنا الأصلية لشيء أكثر وطنية بنكهة التفرقة ومبضع التشظي، أمام عظيم حبنا...ندرك أن الوطن فكرة والإنسان قضية...! وليس حصرا في مفهوم "الوطنية"! الحب قادر على نسف حدود سايكس وبيكو دعوه يمر فقط بسلام، وسيصنع المعجزات، سيعيد الحب الأقصى ولن نسمع ندباً لضياعه وشوقا لصلاح يعيده، الحب سيعلمنا أننا في الأصل واحد ولسنا على اختلاف كما نتصور، دع الحب يسود وسيتكفل وحده بكل شيء يحاول البغض تشظيته وتفتيته، سيتكفل حتى بالأوطان التي تؤمن بها ولن تجد حربا بعده إلا حربا ذات سبب يستحق، سيحارب لأجلك ولأجل أحلامك التي تناضل.