نظرة سريعة في الإقصاء،و صناعة الإرهاب!

فكرة الإقصاء و الإبعاد ليست مستحسنة،إن في الإبعاد من الظلم ما لا يحصى و لا يعد.
ارتكاز العالم على فكرة السيادة الواحدة المطلقة و ليست المقاربة مكمن الخطر،و إيذان بفناء البشرية،إن كان هناك يتبقى بعض من روح البشر فلا إنسانية حين ذاك!
وسائل القمع لا تقمع،هي تجعل المقابل ينحاز لطرق ليست معروفة حتى يتسنى له نشر فكره بطريقة أخرى،إن في عالم الغاب القوة تحكم و لو كانت أقلية،و الضعيف يؤكل من قبل القوي...!
لكن هناك سؤال واحد،هل يقتل القوي الضعيف في شريعة الغاب لغير غرض نفعي؟
إن الإنسانية تمردت حتى على شريعة الغاب،و إن استمرت الإنسانية في انحدار فمن المعول عليه أن تطردها الغابة!.
نلوم المجتمع في انحطاطه و لا نلوم أنفسنا أن كنا سبب ذلك،نحن من بعد العز تخاذلنا و الغرب تخادن في حقد دفين أضمره منذ بداية الحضارة الإسلامية العربية و حين أول فرصة إنقض يأكل كل شبر هنا،لأجل إعلاء دولة تشرد أمة عربية و ينهض غرب يفتقر لروح الدين.
و تبدأ رحلة الإقصاء،لأي فصيل يرعب روحها و يهدد حلمها،فتصفك بالإرهاب و ترهب جو الإسلام و أهله،فالغرب صانع الإرهاب الأول.
و الإقصاء والعزل لأجل قيام دولة الإرهاب أصل الإرهاب و إيذان بقيامه،من الغريب أن قضايا الإرهاب متصلة بالعرب بشكل يدعوالعاقل للحيرة،إسرائيل على ما فعلته من إرهاب كان بدعوى عودة حق لصاحبه،و مجاهدي القدس هم الإرهاب!
لنتحول من نمط الفرد المتلقي لنمط الفرد المفكر،النسخ المتشابهة سأم لا ينتهي،و مازلنا كذلك لا نفكر في أبسط مفارقة فلا اهمية لنا أن نبقى احياء،كذلك لا داعي لندب حظك أن كنت عربي لأنك أنت أنت أياً كنت عربياً أم غير ذلك.
الفكرة هي الآن أن تنقذ إنسانيتك،أن تؤمن بفكرة الحرية و التعددية الفكرية فلا سيادة لأحد على أحد فالرب هو سيد البشر و هم عبيده و مالك الأمر كله بما حواه الكون،و يكفل الرب حق حرية الدين للفرد و ليؤمن بما شاء،و في الآخرة الجزاء...الرب لا يجبر أحداً فعلام نخلق مساكين المجتمعات نحو إعتناق فكرة واحدة؟
استمرار خلق مساكين المجتمعات،و إقصاء القيادات و إرهاب أهلها و تشيد رجل العسكر كرمز للإستبداد،ما هو إلا إنهيار في بوتقة الظلام و الظلم و التضليل،و عودة لنقطة الصفر.
و رفع سقف الإحتقان بين الأفراد حين إختلفنا في نقطة أحمراء هي أم سوداء و كلاهما خطأ!
و يبدأ الشباب الصغير اليافع،بتعاطف مع الأحداث ثم تصبح قضية و يحملها من باب الرحمة للطرف المستضعف،و هذه طبيعة الإنسانية الرحمة و التعاطف و الشفقة،و الشباب مع تعاطفه يشرب الفكرة،و يؤمن أخيراً بها دون ان يعلم و يتعصب لرأيه المناهض للقوة العظمى،و قد يضحي لأجل فكرته التي يعتقد معها إنسانيته فهو لا يقبل خسران ضميره الحي،و المقابل لا يقبل خسران قوته!
ثم نحن هكذا نصنع الإرهاب بخلق فصائل متناحرة بالقوة!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كان عليَّ أن أكبر!

إلى أين...يا هذا العالم؟

مذكرة:في يوم الأمس..."الأربعاء"!